أسس الاقتصاد الإسلامي

أسس الاقتصاد الإسلامي 

قبل أربعة عشر قرنا أقام الإسلام نظام اقتصاديا متكاملا وأنشأ مجتمع متكاف متعاونة . في حين لم يكن في العالم نظام اقتصادي متكامل . تدعو اليه وتتبناه دولة من الدول ، أو فئة من الناس .
 

إن أهم أسس المذهب الاقتصادي الإسلامي هي :

1. العبادة للخالق وحده لا للمال :
المبدأ الاسلامي الأول هو ( التوحيد ) ، ويتمثل في قول رسول الله ( ﷺ ) :
قولوا لا اله إلا الله تفلحوا

فالله سبحانه واحد أحد . فرد صمد . خالق الكون ، بارى النسم وهو وحده الذي بخص بالعبادة . و ( إياك نعبد ) ، التي تتلوها في كل صلاة تعني أ أن فعل العبادة لا يقع إلا على مرجع الضمير المتقدم وهو الله ، فالعبادة مقصورة عليه وحده وعبادة غيره كفر . وإشراك أي إنسان أو أي شيء في عبادته كفر .

إن تحرير الضمير من العبودية لغير الله تعني أمرين : أولهما ، تخليه عن عبادة العرض الأدنى . تلك العبادة التي زجر الرسول الكريم ( ﷺ ) عنها فيما روي إذ قال الرسول الكرم ( ﷺ ) :
( تعس عبد الدينار .. وعبد الدرهم ... وعبد القطيفة . تعس وانتکس ) ومعنى تعس شقي وهلك .

والآخر : تخليه عن كل هوى باطل ، كما ورد في سورة الجاثية :

قال تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } ( الجاثية : 23 )

فعبادة الأهواء تفسد القلب . وتذهب بالرؤية الباطنة التي يدرك الانسان بها الحقائق ، ويميز قيم الحياة . فيغدو لايبصر إلا ما تميل إليه نفسه من شهوات .
فاذا خرر باطن الإنسان . وتذوق جمال سلطان الحق . رفض إقرار أي هيمنة أو سلطان.

باطل في ظاهر الحياة على نفسه أو على غيره ، وأيقن أن رسالة الإنسان في هذه الحياة أن يقيم على الأرض حضارة قوامها سلطان الله تعالى .. سلطان الحق والخير والعدل . الذي يتحرر به البشرة كل البشر من أي عبودية لبشر ظالم ، أو شهوة مهلكة

شاهد أيضاً من المقالات التي تتعلق بالاسلام والاستفادة منه ، منها ما يلي :

2. المال وسيلة لغاية :
يرى الاقتصاد الإسلامي أن المعاش والرفاهية والتمتع بخيرات الدنيا ما لا يستغني عنه الإنسان ، غير أنه ليس غاية الحياة ، ولا هدفها الأساس . ولقد ذم الرسول الكريم ( ﷺ ) الرهبانية . وأمر بالعمل الشريف النافع وابتغاء فضل الله .

 يعبر القرآن عن التجارة بــ ( فضل الله ) . وعن المال  بــ ( الخير ) وعن الغذاء  بــ (الطيبات ) من الرزق ، وعن اللباس  بــ ( زينة الله ) . وعن المسكن ( السكن ) وهو الراحة . وهذه كلها وسائل وليست غايات وسائل توصل الإنسان الى مركزه الحقيقي ورسالته التي وجد من أجلها.

3. مستوى المعيشة مكفول للجميع ، وللقادرين الاستزادة ، والثروة لا تتكدس في أيدي الأغنياء .
هذه الأمور التي ذكرها القرآن الكريم لابد من أن يحصل عليها كل إنسان . وهي : المأكل ( الطيبات ) والملبس ( الزينة ) والمسكن ( السكن ) ومن طريق العمل الشريف . إلا العاجز كالطفل والشيخ الفاني ، لأن الإنسان إن افتقد هذه الضروريات انتقصت كرامته واذله الفقر . قال علي ( عليه السلام ) ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) لأن الفقر يذل الانسان وقد كرمه الله وشرفه وفضله .

 والإسلام يوجب على المسلمين أن يحفظوا لكل مسلم هذا الحد من العيش ، ومن كان منهم قادرة على أن يكسب فوق ذلك فليفعل ، ولأن الإسلام وضع الأصول التي يتبعها المسلم في المعاملة والربح والإنفاق وأداء الضرائب التي جعلها من صلب العبادات والفرائض . وبعبارة أخرى ، منع الإسلام تكديس الثروة في أيدي عدد من الناس

قال تعالى : { كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ } ( الحشر : 7 )

4. سلطة عادلة لتنفيذ التشريع وحمايته :
الإسلام دين عملي ، يلزم الدولة الإسلامية وولي الأمر تنفيذ أوامره ونواهيه . ويلزم الناس اتباعها . ومن خالفها ناله العقاب ، فالقضاء الإسلامي قادر على وضع الحق في نصابه

5. مرونة الاقتصاد الإسلامي ليواجه الظروف المختلفة
جاء الإسلام مكملا لجميع الشرائع السماوية ، وبعث محمد بن عبد الله ( ص ) ليكون خاتم النبيين . فالإسلام ليس مرحلية بل هو دين للبشرية كلها الى يوم القيامة .

ولا بد لنا من أن نبين كيف ضمن الإسلام للمجتمع مذهبا اقتصادية صالحاد مهما اختلفت الأزمنة والأمكنة والظروف : فالمذهب الاقتصادي الإسلامي فرضه الإسلام على نحو لا يقبل التغيير أو التعديل . فقد أحل أمورة وحرم أمورة ( وحلاله حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة ) . مثال ذلك :
قال تعالى : { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ( البقرة : 275 )

وحرم الله الاحتكار والسرقة والغش . مثلها مثل خرم الخمر والميسر ولحم الخنزير والميتة والدم ... وغيرها ، والأصل التشريعي في هذه الأحكام هو القرآن الكريم والسنة النبوية .

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } ( النساء : 59 )

ففي هذا النص دلالة واضحة على وجوب طاعة ولي الأمر العادل . وولي الأمر هو صاحب السلطة الشرعية على أن يحكم بهدي الشريعة الإسلامية ، لتحقيق العدالة بين الناس وتحقيق التوازن . و يكون هذا التدخل ضمن الشريعة الإسلامية ، فلا يحق الولي الأمر أن يحل الريا ، أو يجيز الغش . أو يعطل قانون الإرث .

 ولكن يسمح له بالتدخل والاشراف فيا الأعمال المباح له التدخل فيها . فيمنع عنها . أو يأمر بها . فإحياء الأرض وبناء السدود واستخراج المعادن  وشق الأنهار والطرق وغيرها من ألوان النشاط والاجار أعمال مباحة سمحت الشريعة بها سماحة عامة . ووضعت لكل عمل نتائجه التي تترتب عليه فاذا رأى ولي الأمر أن يمنع من القيام بشيء من تلك التصرفات أو في حدود صلاحياته كان ذلك له . 

بهذا أصبح المذهب الاقتصادي مرنا في مجال التطبيق  ومرونته هذه تتمثل في معالجة المشكلات التي تعرض للجميع في الظروف الاقتصادية والاجتماعية المختلفة التي مرت بها الدول وحلها وفقا لمبدأ العدالة الإسلامية ولصالح مجموع الأمة يأمر به.


انتهى الموضوع...
شكرا لكم 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-