الشكر واقسام الشكر وكيف نتحلى بالشكر

الشكر 

ما هو اصل الشكر : هو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع له والذل وهو عرفان النعمة من المنعم  وحمده عليها  واستعمالها في مرضاته وهو من صفات الخلق النبيل  وسمات الطيبة والتواضع  ومن موجبات ازدياد النعم واستدامتها.

أهلا ومرحبا بكم زوار ومتابعي موقع المجد في هذا الموضوع سوف نعرض لكم شرحا وافياً عن الشكر واقسامه

الشكر وكيف نتحلى بالشكر

والشكر واجب مقدس لمن يتفضل علينا من المخلوقين ، فكيف هو واجبنا تجاه الخالق المنعم ، الذي لا تحصى نعماؤه ومن لا يشكر الخلق لا يشكر الله ، وعلينا أن نعلم أن الله غني عن شكرنا لكن هذا الشكر يعود أجره لنا لاعترافنا بنعم الله الإلهية ، واستعمالها في طاعته ورضاه وفي ذلك سعادتنا وازدهار حياتنا.
 
لذلك دعت الشريعة الإسلامية إلى التخلق بالشكر ، والتحلي به في الكتاب والسنة :
قال تعالى : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ
( البقرة : 152 ) .

وقال عز وجل : { كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ } ( سبأ : 15 ).

وقال تعالى : { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } ( ابراهیم : 7 )

وقال تعالى : { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ( سبأ : 13 ).

وقال رسول الله ( ﷺ ) :
( الطاعم الشاكر له من الأجر ، كأجر الصائم المحتسب ، والمعاني الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر ، والمعطى الشاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع )

وعنه - ( ﷺ ) قوله :
( أن رجلا أي كلبا يأكل الثرى من العطش ، فأخذ الرجل قه ؛ جعل غرف له به حتى أرواه فشكر الله له ؛ فأخله الجنة ) .

لذا وجب شكر الله على كل نعمة بأن نحمد الله عز وجل عليها

كما وجب شكر الله حين ترى من ابتلاه الله ، قال الإمام الباقر ( ع ) : ( تقول ثلاث مرات إذا نظرت الى المبتلى من غير أن تسمعه : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، ولو شاء فعل ) 
قال : من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا . وإن إكرام الله تعالى الناس بالنعم هو ابتلاء يستوجب الشكر والطاعة
 
قال تعالى : { فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ } ( الفجر : 15 ).

فالبلاء : الاختبار بالخير ليتبين الشكر ، وبالشر ليظهر الصبر .

قد يعجبك ايضاً 

أقسام الشكر :

ينقسم الشكر على ثلاثة اقسام
  1. شكر القلب
  2. وشكر اللسان
  3. وشكر الجوارح
ذلك أنه متی امتلأت نفس الإنسان وعي وإدراكا بعظم نعم الله تعالى ، وجزيل آلائه عليه ، فاضت على اللسان بالحمد والشكر للمنعم الوهاب .

ومتی تجاوبت النفس واللسان بالشكر ، تأثرت به الجوارح ، فأصبحت تعرب عن شكرها لله ( عز وجل ) بانقيادها واستجابتها لطاعته.

من أجل ذلك اختلفت صور الشكر ، وتنوعت أساليبه

  1. فشكر القلب : هو تصور النعمة ، وأنها من الله تعالی.
  2. وشكر اللسان : حمد المنعم والثناء عليه 
  3. وشكر الجوارح : بالتذلل والخضوع لله المنعم العظيم الذي تفضل على المخلوقات كلها وقم أرزاقها ، وبهذا الشكر يزداد الإنسان قربا إلى الله تعالى فلا يفرح بالدنيا ومافيها من عطايا.

وشكر الجوارح يكون في إعمالها في طاعة الله والتحرج بها عن معاصيه : كاستعمال العين في مجالات التبصر والاعتبار وغضها عن المحارم واستعمال اللسان في حسن المقال وتعففه عن الفحش والبذاء واستعمال اليد في المآرب المباحة وكفها عن الأذى والشرور.

وهكذا يجدر الشكر على كل نعمة من نعم الله تعالى ، بما يلائمها.

من صور الشكر ومظاهره :

  1. فشكر المال : إنفاقه في سبيل طاعة الله ومرضاته .
  2. وشكر العلم : نشره وإذاعة مفاهيمه النافعة.
  3. وشكر الجاه : مناصرة الضعفاء والمضطهدين وانقاذهم من ظلاماتهم. 

ومهما بالغ المرء في الشكر ، فانه لن يستطيع أن يوفي النعم شكرها الحق إذ الشكر نفسه من مظاهر نعم الله وتوفيقه ، لذلك يعجز الإنسان عن أداء واقع شكرها 

كما قال الصادق ( ع ) « أوحى الله ( عز وجل ) الى موسی ( ع ) : يا موسى اشكرني حق شكري . فقال : يا رب وكيف أشكرك حق شكرك ، وليس من شكر أشكرك به ، إلا وأنت أنعمت به علي . قال : يا موسى الآن شكرتني حين علمت أن ذلك مني »

فمن خصائص النفوس الكريمة عرفان النعم وشكر مسديها وكلما تعاظمت النعم كانت أحق بالعرفان وأجدر بالشكر الجزيل ، حتى تجازي النعم الإلهية التي يقصر الإنسان عن إحصائها وشكرها.
 
فكل نظرة تنظرها العين أو كلمة ينطق بها الفم أو عضو تحركه الإرادة أو تقس يردده المرء ، كلها منح ربانية عظيمة لا يقدر حقها إلا المحرومون منها .
 
ولئن وجب الشكر للمخلوق فكيف بالمنعم الخالق الذي لا تحصى نعماؤه ولا تقدر آلاؤه .. والشكر بعد هذا من موجبات الزلفي والرضا من المولى ( عز وجل ) ، ومضاعفة نعمه وآلائه على الشكور

أما كفران النعم فإنه من سمات النفوس اللئيمة الوضيعة ودلائل الجهل بقيم النعم وأقدارها وضرورة شكرها.

وقد أخبر القرآن الكريم أن كفران النعم هو سبب دمار الأمم ومحق خيراتها { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } ( النحل : 112 ) .

وسئل الإمام الصادق ( ع ) عن قول الله عز وجل : { فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ } ( سبأ : 19 )

فقال : هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض وأنهار جارية وأموال ظاهرة ، فكفروا نعم الله ( عز وجل )  وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله ، فغير الله ما بهم من نعمة

 وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فأرسل الله عليهم سيلا مدمرة فغرق بساتينهم ودورهم وذهب بأموالهم ، وأبدلهم مكان بساتينهم الغناء ، بساتين قاحلة جرداء ذات أكل مر ، وشيء من الأشجار التي لاينتفع بثمرها كشجر الأثل والسدر وكان هذا الجزاء والعقاب بسبب كفرهم.

لذا وجب شكر الله تعالى على نعمه في حين أن شكر الله تعالى يجب أن يكون شکر عملية وذلك بحسن التصرف في نعمه بأن نستعملها فيما يرضيه لا بشيء مما يسخطه وأن يكون ممتثلا لأوامره مسارعا في طاعاته مجتنبا نواهيه.

حافظا لحدوده ، غيورا على دينه وحرماته ، معظما لرسوله مقتديا به في كل ما يأتي ويذر وأن يقوم بجميع أنواع الجهاد المستطاعة لقمع المفتري على الله ورسوله وتوقير دينه وإعلاء كلمته.

شاهد أيضاً من المقالات التي تتعلق بالاسلام : 

كيف نتحلى بالشكر ؟

  1. التفكر فيما أغدقه الله على عباده من صنوف النعم وألوان الرعاية واللطف.
  2. ترك التطلع إلى المترفين والمنعمين في وسائل العيش وزخارف الحياة والنظر إلى البؤساء والمعوزين ومن هو دون الناظر في مستوى الحياة والمعاش.
  3. تذكر الانسان الأمراض والشدائد التي أنجاه الله منها بلطفه ، فأبدله بالسقم صحة وبالشدة رخاء وأمنة.
  4. التأمل في محاسن الشكر وجميل آثاره في زيادة المنعم وازدياد نعمه وآلائه . وفي مساوی كفران النعم واقتضائه مقت المنعم وزوال نعمه.

وفي النهاية انصحكم بمتابعة موقع الابداع والتميز  موقع متميز لنشر كل ما هو مفيد 

الشكر واقسام الشكر وكيف نتحلى بالشكر 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-