النثر في العصر ما قبل الاسلام العصر الجاهلي وفنونه

النثر في العصر ما قبل الإسلام (العصر الجاهلي) وفنونه

أهلا ومرحبا بكم زوار ومتابعي موقع المجد في هذا الموضوع سوف نعرض لكم شرحا وافياً عن : النثر في العصر ماقبل الاسلام 

النثر

تؤكد المصادر الأدبية التي وصلت إلينا أن النثر قبل الاسلام لم يجد العناية التي وجدها الشعر لأسباب كثيرة ، منها ما يتعلق بالوزن والقافية التي جعلت الشعر أحفظ من الضياع . ومنها اهتمام العرب بالشعر ، واستعمالهم اللغوي لكثير من الألفاظ ، وتضمين الشعر للثقافات القديمة والاسترسال في ذكر القصص والأساطير التي لم تجد مجالها في النثر
وإن امتداده يصل إلى حقب قديمة تمثلت
فنونه في :
  • الأمثال
  • الخطب
  • الوصايا
  • الأخبار والحكايات
 النثر في العصر الجاهلي عصر ما قبل الاسلام

الأمثال

للعرب في عصر ما قبل الإسلام مجموعة كبيرة من الأقوال التي ذهبت أمثالا لاقترانها بحادثة مهمة في حياتهم ، وتصويرها تجربة معينة ذات مدى يكشف الشيء الكثير عن أخلاق العرب وأحوالهم النفسية والاجتماعية .

وكثيرا ما كان المثل يتمخض عن قصة أو أسطورة لها دلالة كبيرة في نشأة هذا المثل أو ذاك ، وقد تكون الأمثال نشرة أو شعرة ، الأمر الذي دفع الباحثين إلى جمعها وترتيبها وشرحها وسرد قصصها وأساطيرها ، لأنها من مصادر اللغة العربية الفصحى التي يعتد بها في المناقشات النحوية والبلاغية والأدبية ، وشواهد تمثل مرحلة نقاء وصفاء للغة العربية . وقد جمع ( الميداني ) طائفة كبيرة منها في كتابه ( مجمع الأمثال )

تتميز الأمثال ناحية الصياغة بأنها جمل قصيرة ، موجزة ، غزيرة في المعنى من والدلالة التي تضرب لها والمناسبة التي تقال فيها ، والأمثال في إيجازها وموسيقاها تمثل بلاغة العربي قبل الإسلام ومقدار ما وصل إليه من قوة التعبير ، ونلاحظ في بعض جوانبها اهتماما بالتصوير الدقيق لحادثة ، لذلك قيل في أمثال ما قبل الاسلام بأنها نهاية البلاغة .
وهاك طائفة من الأمثال :

 ( 1 ) إنَّ الهزيل إذا شبع مات - يُضرب لمن استغنی فتجبَّر

( 2 ) أولُ الشجرِة النواة – يضرب للأمر الصغير يتولد منه الكبير .

( 3 ) أمُّ الجبانِ لا تفرحُ ولا تحزنُ - يضرب لمن لا يأتي بخير ولا شر أينما توجه لجبنه .

( 4 ) إن أخاك من آساك – يضرب في الحث على مراعاة الأخوة والإخوان

( 5 ) استنوق الجمل - يضرب مثلاً لِمَنْ يظهر أن عنده رأياً ثم يتضح عجزه

( 6 ) بَرقٌ لو كان له مطرٌ - يضرب لمن له حسن منظر ولا معنى وراءه .

( 7 ) يخبط خبط عشواء - يضرب مثلا في التعثٌّر وضلال القصد .

( 8 )حلب الدهر أشطُرَه - يضرب مثلا لمن عرك الدهر واختبره .

( 9 ) مقتلُ الرجلِ بين فكّيه - أي لسانه وما يتكلم به .

الخطابة

لعل ما يؤخذ على صورة الخطابة قبل الاسلام هو بعد المسافة بين العصر الذي قيلت فيه وعصور تدوينها . و لكن الحقيقة الثابتة هي أن العصر شهد حضورا لهذا الفن الأدبي بعد أن تهيأت له أسباب هذا الحضور من تمرس على أساليبها 

 وحفظ لما ظل حاضر أذهان رواتها ، وحرية في التعبير عن دواخل النفس ومناظرات يتبارى فيها الخطباء الذين شهدت لهم الأندية الخطابية بالقدرة ، وعرفتهم محافل الأسواق بقوة الحجة وقد اتخذوا من مجالسهم في مضارب خيامهم ومن أسواقهم التي عرفتها الجزيرة العربية وساحات الأمراء الذين عرفوا وفادتهم ميادين لإظهار براعتهم وتفننهم في القول وقد أسعفتهم ملكاتهم البيانية التي فطروا عليها من ألشن فصيحة

 وبديهة حاضرة وقدرة على الارتجال حتى أصبح الكلام الجيد عندهم أظهر وأكثر وهم عليه أقدر وله أقهر وكل واحد في نفسه أنطق ، ومكانه من البيان ارفع . وخطباؤهم للكلام أوجد والكلام عليهم أسهل وهو عليهم أيسر من غير تكلف ولا قصد 

 لقد شاركت هذه العوامل في ازدهار الخطابة وتنوع فنونها وتناولها أغراضا مختلفة فاستعملت في تعزيز الثقة بالنفس والاحساس بضرورة الحفاظ على المآثر والمناقب ، وتأكيد حق الدفاع عن النفس والأرض وبعث أسباب المجابهة لكل محاولة غادرة أو هجمة ظالمة أو اعتداء أثيم .

 والدعوة إلى اصلاح ذات البين وفض المنازعات ونبذ الاحقاد وتوحيد الصفوف ، والإشادة بكل ما يدعو إلى الحفاظ على المبادىء الكريمة والخصال الحميدة والفضائل الخيرة .

وكثيرا ما تكون الوفادة منبرا للوقوف ، بين يدي الأمراء للتحدث بلسان القوم وإظهار الرغبة في توثيق عرى الأحلاف أو الرد على تساؤلات يجدون أنفسهم ملزمین

للرد عليها أو دحض أسبابها وقد حرصت القبائل على اختيار رؤساء وفودها ممن غرف بمكانته وشهد له بالشهرة في مجال الخطابة والروعة في فنونها ، ليأخذوا دورهم في الأسواق . فكانت میدان فسيحة لامتحان قدراتهم إذ يقدم الخطباء النصح والارشاد والتوجيه والتذكير بالعمل الخالد والحفاظ على قيم الوفاء والشجاعة والبطولة .

قال قس بن ساعدة في خطبة له :
( أيها الناس اسمعوا وعوا .. إن من عاش مات ، ومن مات فات ، و كل ما هو آت آت .. ليل داج ، وسماء ذات أبراج .. مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ، أرضوا بالمقام فقاموا ؟ أم تركوا هناك فناموا .. )

ويمكنك ايضاً الاطلاع على المقالات التي تتعلق بالأدب والاستفادة منه ، منها ما يلي


الوصايا

للوصايا في الأدب العربي نمط خاص تميز بقصر عبارته ونضج فكرته وخلاصة تجربته . وقد شهد النثر العربي هذا الأدب وهو يصدر عن أب يوصي أبناءه أو حكيم يعظ أبناء قومه ، أو أم تضع ابنتها على الطريق القويم .

 وقد تميزت بالإيجاز والبلاغة والتوجيه والدعوة إلى مكارم الأخلاق والتعاون بين الناس والأخذ بالمثل العليا والحض على الالتزام بكل ما يدعو إلى التماسك ، وتصدر في أغلب الأحيان عن رجل عرف بحكمته ، واشتهر بثاقب بصيرته ، 

وهي تحكم ضوابط التعامل ، وتحدد المقاييس التي يراها هؤلاء المجربون صالحة للوفاء بسنة الحياة والاحسان إلى مجموع الناس ، والتبصير بعواقب الأمور والتذكير بالعمل الخالد والقول الحسن والتعامل الصادق .

ويمكن إيجاز خصائصها بما يأتي :

  1. نقاء ألفاظها وقصر عباراتها وتماسك معانيها واستعمال السجع فيها
  2. وضوح التجربة الحياتية في معانيها وصدورها عن شخص تقدمت به السن أو حضرته الوفاة .
  3. نزوعها إلى التوجيه والحث على مكارم الأخلاق وتأكيد صلاح الفرد .
  4. التوجيه فيها جماعي للمخاطبين من الأبناء والعشيرة .

قد يعجبك ايضا 

الأخبار والحكايات

من الطبيعي أن تشغل الحكايات مجالا واسعا من حياة العرب ؛ لأن فيها استذكار الأخبارهم واستعادة للعبرة التي حفل بها تاريخهم . وقد حفلت بها مجالس السمر . وهي تروي أحداثا يجدون فيها إحياء لقيم کريمة وتمجيدا لمآثر محمودة فتستهويهم أحداثها وترهف أسماعهم أخبارها ، ويتابعون كل خبر من أخبارها بشوق .

وكان الأخباريون - وهم من ينقلون الاخبار وايام العرب - يزيدون على حكاياتهم من خيالهم ما يجعلها محببة إلى النفوس شائقة للسامعين تتداخل فيها الحكاية المؤثرة والخبر المحبب والقصة المثيرة ،

 أما أخبار الرجال والأيام والحروب وما سجل فيها من بطولات وجاء فيها من انتصارات فكانت لونة شائعاً من ألوان القصص تبقى أخبارها عالقة في الذهن ، ماثلة عند كل موضع استشهاد ، وبقيت هذه القصص تروى طوال القرن الأول الهجري حتى تناولها منهم لغاية القرن الثاني للهجرة ورواته فدونوها تدويناً منظما ، ثم توالى التأليف في هذا الباب والعناية به .

النثر في عصر ما قبل الاسلام العصر الجاهلي
 
Ahmed Muwafaq
Ahmed Muwafaq