الادب في العصر الاموي
كان الادب في العصرالاموي بعد أن وطد الإسلام لدولته دعائم البقاء والاستقرار ، كانت الأمة تتحمل أعباء نقل القيم الجديدة إلى أهم الأرض وتحرير العراق والشام من جور ظلت مظالمه تلهب ظهور القبائل العربية في هذين المصرين ، فراح أبناء العروبة المؤمنون بالدين يندفعون بإيمان ويقاتلون بعقيدة ويسجلون آیات البطولة بإباء وفخر يحملون تعاليم ومبادئ خيرة فكانت قوافلهم تنير طريق الهداية وجحافلهم تفرش دروب الحياة بكل ما يعيد إلى أولئك الناس طعم الكرامة ويمسح عن وجوههم قتامة السنوات الظالمة .أهلا ومرحبا بكم زوار ومتابعي موقع المجد في هذا الموضوع سوف نعرض لكم شرحا وافياً عن الادب في العصر الاموي
وتشير المصادر التاريخية إلى الصلات الوثيقة التي كانت تشد بين المحررين وهم يشعرون بأواصر الصلة وقرابة النسب . ومن الطبيعي أن يخلف المقاتلون وهم يدخلون أرض العراق أو الشام وراءهم مناظر الصحراء التي ظلت عالقة في نفوسهم والمرابع التي عاشت في حياتهم والأهل الذين حملوا حبهم ، والأحبة الذين ظلت أسماؤهم لامعة في قصائدهم ليستقبلوا حياة جديدة ويتخذوا مواطن أخرى دعتهم الحاجة إلى البقاء فيها ويختلطوا بأقوام وجدوا في ظل الإسلام أمنا وفي تشريعاته حماية وفي سماحته كرامة فدخلوا في دين الله أفواجا .
كما وجدوا في اللغة العربية لسان يعبرون به عن فكرهم وحسهم وثقافتهم لأنها لغة التفاهم ووسيلة الحياة وأداة التعبير ولأنها لغة الدولة الرسمية التي تخضع لها نظمها وتكتب بها رسائلها فكثرت مصطلحات الإدارة والدواوين والجند وأدوات الحرب وصنوف الأسلحة ومفردات الحياة .
أما الشعر فقد ساعدت البيئات والأندية الأدبية على انتعاشه والحركة الأدبية بشكل عام . لأنها كانت المكان المناسب الذي يتبارى فيه الشعراء وتعرض فيه بضاعة الأدب .
كما وجدوا في اللغة العربية لسان يعبرون به عن فكرهم وحسهم وثقافتهم لأنها لغة التفاهم ووسيلة الحياة وأداة التعبير ولأنها لغة الدولة الرسمية التي تخضع لها نظمها وتكتب بها رسائلها فكثرت مصطلحات الإدارة والدواوين والجند وأدوات الحرب وصنوف الأسلحة ومفردات الحياة .
أما الشعر فقد ساعدت البيئات والأندية الأدبية على انتعاشه والحركة الأدبية بشكل عام . لأنها كانت المكان المناسب الذي يتبارى فيه الشعراء وتعرض فيه بضاعة الأدب .
إلا أن تقدم الزمن ودخول الموالي وازدياد الاختلاط وظهور الثقافات والتأثر بالعلاقات التي خلقتها أحوال الحياة والتطور الاجتماعي ، والاقتصادي والحضاري قد أثر في بناء القصيدة ولون مفرداتها بألوان المظاهر التي أصبحت جزءا من الحياة الأدبية وانعكست على صورها فبهتت بعض ملامح الصحراء وضاقت دائرة الحديث عن المرابع وخضعت ألفاظ الشعر لهذا التطور فأصبحت تقصد لذاتها وأصبح الشعر الذي يجري في أول أمره غير مقيد بشيء شعرأ يتكلف فيه الشاعر جمال الشكل تكلفة ولم يعد من المهم أن يكون جز قوية وإنما تكون صورته جميلة ونسيجه اللغوي لينا وظهرت بوادر هذا التغير في كثير من الشعر الذي تأثر بانتشار ضروب الموسيقا ، ورق لإيقاع الدفوف وترنيم الأغاني ، وأصبحت السهولة التي اتصف بها بعض الشعراء مذهبا عاما واتجاها مقبولا .
أغراض الشعر في العصر الأموي
لقد فرضت تقاليد القبيلة وصلة الانتماء والشعور بالتواصل على شاعر ما قبل الإسلام خصائص معينة فهو يوقف شعره كله على قبيلته ، وينشر محامدها وينوه بأشراف قبيلته وذوي النباهة منهم ، معتزا بخصالهم النبيلة ومشيدا بمآثرهم الحميدة ، من کرم وشجاعة ونخوة ومروءة وحلم ووفاء وفروسية وإباء وعفة وحماية جار ، أو استجابة لنداء إنسائي وكان لابد لهذه التقاليد أن تضعف في عصر الدولة الأموية للأسباب التي وقفنا عليها في مقدمة هذا الفصل ويأخذ المديح جانبا مهما منه لأسباب تخص الوفاء للقادة الذين شاركوا في بنائها والرجال الذين استثاروا في نفوسهم الشعراء رغبة التكريم ، وحملوهم على أن يعبروا عن هذا الاعجاب بقصائد خالدة .ولم يكن القادة والأبطال الذين حملوا راية التحرير ، وسجلوا صفحات التضحية بعيدين من ثناء الشعراء الذين وجدوا فيهم قوة لايصال صوت الحق إلى أبعد بقعة ، وتخليص الإنسان مما لحق به من جور ، فكانت أصداء هذه المدائح ترفع ناطقة بالفضل مشفوعة بالثناء ، ولابد أن يمر الشعر وهو ينتقل من مرحلة إلى أخرى بحالة من التخلخل لما ألفه من بناء فني محكم في الشعر القديم ومضمون متجدد في الشعر الأموي ، وإن كانت كثير من تقاليد هذا البناء وما أوحته
تلك الصور وتوافق التعبير البلاغي قد تسرب إلى القصيدة الجديدة وأثر في نهجها وحدد بعض مساراتها ولكن الهيكل العام للقصيدة بدأ يتغير بوضوح كما أن التراكيب والمفردات أخذت منحى فيه بعض الاختلاف ، ومثل ما مر الشعر بمرحلة الانتقال فقد عاني الشاعر من هذه المرحلة معاناة نفسية ، وهو يحس أن التوفيق بين الولاء القبلي والخضوع للتقاليد الموروثة من ناحية الالتزام ، وبين الولاء لأناس لا يمتون للقبيلة بصلة أصبح قضية نفسية صعبة وحالة من حالات المضايقة الذاتية الحرجة ، وكاد أن يكون الخروج من هذا المأزق صعبا .
تلك الصور وتوافق التعبير البلاغي قد تسرب إلى القصيدة الجديدة وأثر في نهجها وحدد بعض مساراتها ولكن الهيكل العام للقصيدة بدأ يتغير بوضوح كما أن التراكيب والمفردات أخذت منحى فيه بعض الاختلاف ، ومثل ما مر الشعر بمرحلة الانتقال فقد عاني الشاعر من هذه المرحلة معاناة نفسية ، وهو يحس أن التوفيق بين الولاء القبلي والخضوع للتقاليد الموروثة من ناحية الالتزام ، وبين الولاء لأناس لا يمتون للقبيلة بصلة أصبح قضية نفسية صعبة وحالة من حالات المضايقة الذاتية الحرجة ، وكاد أن يكون الخروج من هذا المأزق صعبا .
وربما دفع الشاعر إلى التعبير عنه بالاشادة بنفسه والفخر بقبيلته وسرد مآثر قومه عن طريق مديحه للآخرين . وقد تحول المديح في كثير من جوانبه إلى تصوير الفضيلة الدينية في الممدوح وقد وثق هذا التصوير المعتقد السائد من أن الحكم والدین مرتبطان ارتباطا وثيقا ، وقد وجد الشعراء في ذلك مجالا للحديث عن التقوى والعدالة السماوية .
وشارك الخلفاء والولاة والقادة في توسيع حركة المديح بما بذلوه من هبات وعطايا للشعراء ؛ إكراما لجهودهم ووفاء لدورهم في الحفاظ على هذا الموروث واعتزازا بحبهم الذي يظهرونه في ثنايا هذه القصائد.
قد يعجبك ايضاً
شعر النقائض
يمكن عدُّ ( النقائض ) باباً من أبواب الهجاء بعد أن أصبحت فيا له خصائصه والتزاماته عند جرير والفرزدق والأخطل وغيرهم من الشعراء الذين شاركوا في إذكاء لهيب هذا الفن الذي قدم لنا نماذج جديدة ، وولد معاني محدثة ومفردات لم يسبق الهم استعمالها من ناحية المدلول والنقائض خیر قالب يصاغ فيه الهجاء ويتيح اله استكمال الصورة الفنية المطلوبة بعد أن التزم شکلاً يمس بناء القصيدة الخارجي وموسيقاها العامة وهو التزام الشاعرين المتناقضين بحرة واحدة وقافية واحدة ومنها ما يتصل ببنائها الداخلي وهو نقض الشاعر معاني خصمه .
ولم يخل هذا الفن من التوجيه الذي أعطى الشعراء قدرة الرقابة وتحديد السلوك الذي يأباه المجتمع وترفضه التقاليد وهم يفيضون في تحديد صفات المهجر ، ويختارون له أكثر الصفات نفورا وأشدها وقعا وأكثرها تأثيرة ، لتظل لصيقة بهم طوال حياتهم 6 وتفزعهم صورتها ويرهبهم ظلها ويؤذيهم ذكرها ، ولعل الخوف والهلع والبكاء الذي قصائد الهجاء يعطينا صورة التأثر الذي تركه هذا الشعر في توجيه المجتمع أثارته بعض توجيها سليما ودفعه إلى تجنب كل صورة يأنفها ولا يرضاها
ولم يخل هذا الفن من التوجيه الذي أعطى الشعراء قدرة الرقابة وتحديد السلوك الذي يأباه المجتمع وترفضه التقاليد وهم يفيضون في تحديد صفات المهجر ، ويختارون له أكثر الصفات نفورا وأشدها وقعا وأكثرها تأثيرة ، لتظل لصيقة بهم طوال حياتهم 6 وتفزعهم صورتها ويرهبهم ظلها ويؤذيهم ذكرها ، ولعل الخوف والهلع والبكاء الذي قصائد الهجاء يعطينا صورة التأثر الذي تركه هذا الشعر في توجيه المجتمع أثارته بعض توجيها سليما ودفعه إلى تجنب كل صورة يأنفها ولا يرضاها
الشعر السياسي
ويعد الشعر السياسي الذي أطلق عليه شعر الفرق الإسلامية واجهة جديدة عبر عن طريقه أصحاب الفكر عن الأنموذج المطلوب في الخلافة بكل حرية وأفاضوا في مواقفهم . وعلى الرغم من اشتداد المنافسة واحتدام الجدل وقوة المعارك فإن الرأي الحر بقي صوتا مرفوعا و او كلمة تقال فكرة يدافع عنه وقد انفرد هذا الضرب الشعري بخصائص منها : اعتماده وثيقة تاريخية وسياسية وعقائدية ، واستغراقه في التعبير عن الرأي والاحتجاج لما يسعون إليه من أفكار ، والتأثير في أصحاب الاتجاهات الأخرى للرد عليهم ، أو إبطال حججهم أو تقييد معتقدهم
والشعر في كل صورة من هذه الصور يصطنع الأدلة والبراهين ويعتمد القياس والاستدلال ويحمل طابع التأثير العاطفي ، ويتجه الشعر السياسي إلى التعبير عن المشاعر بإيمان ، ويذهب في أغراض يجمعها الجهاد في سبيل العقيدة واسترخاص الحياة وطلب الشهادة ، وفي إطار هذه المعاني كان الرثاء في الشعر السياسي إشادة بنبل الغاية وسمو المبدأ ورسم الصور المشرقة التي يحققها المقاتلون والمؤمنون بعقيدتهم في الترامي على حياض الموت .
أما المدح فيأخذ جانب التعبير عن الشتاء بالشجاعة والصلابة ، والإيمان والصدق والقدرة على المواجهة ولم يكن الهجاء إلا للخصال التي اعتمدوها في المديح فكان التردد والتخاذل والتراجع والفرار في الحرب من الصفات التي يتم بها المهجر ولابد أن تأتي معاني هذه الأغراض جديدة وأساليبها موفقة وصورها مستمدة من طبيعة المعالجة التي رافقت الأحداث وواكبت حركة التجديد والتطورات في هذا العصر.
ويمكنك ايضاً الإطلاع على المقالات التي تتعلق بالأدب والاستفادة منه ، منها ما يلي
الغزل
اتجه الغزل في هذا العصر اتجاهين ، ممبر شعراء كل اتجاه عن فكرهم وعاطفتهم وموقفهم من المرأة ، فالشعراء العذريون عرفوا بغزلهم النقي الطاهر ، وتعلق العاشق بمحبوبة واحدة يرى فيها مثل الأعلى الذي يحقق متعة الروح ورضا النفس واستقرار العاطفة وهو استقرار يجعل فتنته بواحدة تقف عندها آماله ، وتتحقق فيها أمانيه وهو الهدف الذي يطلبه والغاية التي يسعى إليها والأمل الذي يرتجيه .وقد ترك لنا هذا الشعر نماذج من العشاق خلدت أسماؤهم عفة وعاشت ذكرياتهم صورة من صور الوفاء الإنساني والتضحية الخالدة .
أما الشعراء الآخرون الذين وجدوا في الحديث عن المرأة إرضاء لحواسهم فكانوا يمثلون الصورة التقليدية التي واكبت الحياة الأدبية وربما غلب على كثير منهم طابع التصور والإفراط في استحداث الوسائل التي يعبرون فيها عن اللقاء العابر والحديث الصريح.
أما الشعراء الآخرون الذين وجدوا في الحديث عن المرأة إرضاء لحواسهم فكانوا يمثلون الصورة التقليدية التي واكبت الحياة الأدبية وربما غلب على كثير منهم طابع التصور والإفراط في استحداث الوسائل التي يعبرون فيها عن اللقاء العابر والحديث الصريح.
ويمثل عمر بن أبي ربيعة والعرجي والأحوص هذا التيار الذي قدم لنا لوحات رائعة في الحوار التجسيدي الذي اعطى المرأة فيه نصيب من الحديث .
انتهى الموضوع...
شكرا لكم