النثر في العصر الأموي
1. الخطابة
من الأمور المسلم بها أن عصر ما قبل الإسلام عرف ضروبا من الكتابة التي سجلت فيها المعاهدات والاحلاف وبعض العقود التجارية وعرفت بعض المواطن بانتشار هذا النوع من الكتابة ( الحيرة ، وغسان ، ونجران ، والمدينة ، ومكة ) وغيرها من الحواضر .
ومن الطبيعي أن تزدهر الكتابة في المراكز التجارية ولم يقتصر أمر ظهور الكتابة على هذه المناطق المتحضرة بل تسربت إلى البادية نفسها ، ولعل كثرة تشبيه الشعراء للاطلال الدارسة بالكتابة والقلم والسطور والنقوش يؤكد هذه الحقيقة التي توحي بهذه المعرفة .
وحفل القرآن الكريم بذکر کثیر من أدواتها ووسائلها وهي تأكيد آخر على معرفة العرب بها واهتمامهم بأساليبها وحاجاتهم إليها .
إن وجود مثل هذه الإشارات لا يعني وجود كتابة فنية ؛ ولكن انتشار الكتابة في عصر الرسالة الأسلامية وظهور الرسائل المتبادلة بين الرسول الكريم ( ﷺ ) ورؤساء الدول وبين الخلفاء والولاة والقادة والأمراء تشير بوضوح إلى تعدد أغراض الكتابة واتساع قاعدتها وكانت تتجه إلى إيضاح الغرض وتسلك المسلك الذي يحقق الغايات المطلوبة منها ، بعيدة من التزويق اللفظي.
ومنذ أوائل العصر الأموي ظهر کتاب محترفون وأصبحت الحاجة قائمة لظهور ديوان الرسائل فعرفت الرسائل الفن
وتنافس الكتاب في إظهار براعتهم ليكسبوا رضا الخلفاء ، فظهرت خصائص تدل على تطور الكتابة وترقيها مثل استعمال السجع أو الإكثار من الغريب أو اعتماد أسلوب الإطناب ، وتكتمل حلقة الكتاب في بلاط هشام بن عبد الملك بعد أن أخذت مراحلها الأولى بالنضج والتطور ، لتستوي فنا متميزا في نشأة الكتابة الفنية التي أغنی القرآن الكريم ألفاظها ، وأمدها بروح الإبداع الفني فكانت فينا عربية خالصة .
ويمكنك ايضاً الإطلاع على المقالات التي تتعلق بالأدب والاستفادة منه ، منها ما يلي
2. الخطابة
ازدهرت الخطابة في هذا العصر بعد أن تهيأ لها أسباب الازدهار ، فحركة الفتوح أثارت في نفوس المقاتلين أسباب التضحية وأذكت روح الإيمان والجهاد بعد اعتماد القادة والولاة في فتوحاتهم هذه الخطابة في بث الحماسة والحمية ودفع الجنود إلى القتال في سبيل الله والاستشهاد من أجل نشر الرسالة الإسلامية. بعد أن دأب القادة على مخاطبة جنودهم قبل المعارك أو في أثنائها ليلهبوا مشاعر الجهاد فيهم .
وقد عملت هذه الخطب عملها في تحقيق كثير من الانتصارات وقد أثار التنافس الحاد بين الفئات والدفاع عن الحقوق المشروعة وانبثاق المناظرات بسبب المناقشات الطويلة بشأن فكرة القدر وإرادة الإنسان ومدى حريتة موجة من الاهتمام بالدواعي الموجبة لهذا الازدهار أما اتساع رقعة الدولة وانتشار الإسلام فقد أدى إلى انتعاش الخطب الدينية التي كانت تشارك في توضيح المبادىء الإسلامية وتعرف الناس بالواجبات التي يلزم بها المسلمون والتشريع الذي يفرض عليهم التقيد بالحقوق الواجب اتباعها.
وتتصل بالخطبة السياسية تلك الخطب التي كان يلقيها زعماء الوفود الذين كانوا يقدمون من المدن والولايات مهنئين الخلفاء والأمراء ، أو عارضين عليهم حاجاتهم ومطاليبهم ، وقد دأب خطباء الوفود على اعتماد أسلوب خاص بالخطابة ، يكثر فيه التنميق ليستدروا به عطف الخليفة أو الوالي أو الأمير على حاجاتهم .
وتتصل بالخطبة السياسية تلك الخطب التي كان يلقيها زعماء الوفود الذين كانوا يقدمون من المدن والولايات مهنئين الخلفاء والأمراء ، أو عارضين عليهم حاجاتهم ومطاليبهم ، وقد دأب خطباء الوفود على اعتماد أسلوب خاص بالخطابة ، يكثر فيه التنميق ليستدروا به عطف الخليفة أو الوالي أو الأمير على حاجاتهم .
شاهد أيضاً
وقد تميزت الخطب بخصائص منها :
- خطباء هذا العصر كانوا متأثرين بالقرآن الكريم ... ينهجون نهجه في الأسلوب والتمثيل بآياته.
- كانت الخطب جزلة الألفاظ ، حلوة التعابير لا تخلو من السجع معتدلة في استعمال. المحسنات البيانية ...
انتهى الموضوع...
شكرا لكم